بعد عملية طوفان الأقصى.. هل يشهد العالم أزمة اقتصادية جديدة؟
بعد أيام من بدء شرارة الحرب المندلعة بين حماس وإسرائيل، ارتفعت أسعار النفط وواصلت أسعار الذهب ارتفاعها، وسط قلق دولي من استمرار الحرب لفترة طويلة.
تأثرت أسعار النفط سريعا وارتفعت، بعد تراجع قوي في تعاملات الأسبوع الماضي قبل بداية الحرب؛ ما دفع المسؤولين الاقتصاديين الدوليين لإبداء قلقهم بشأن وضع الاقتصاد العالمي.
وبسبب الحرب الفلسطينية الإسرائيلية، تهاوى الشيكل الإسرائيلي لأدنى مستوى له منذ 2016 ليصل إلى 4 شيكل للدولار، فجاءت القراءات الأولية لبنك hapoalim وهو أكبر بنك في إسرائيل، تقدر كلفة الحرب منذ بداية عملية طوفان الاقصي فقط بنحو 27 مليار شيكل أي 6.8 مليار دولار، موضحة ان هذه التكاليف المرتفعة ستسبب عجز في الموازنة بمقدار سيصل إلى 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي للعام المقبل، وهو ما يعادل نحو 7 مليارات دولار.
وبحسب خبراء لا يمكن التنبؤ بالحصيلة النهائية للخسائر الاقتصادية لإسرائيل بدقة إلا بإنتهاء الحرب ومعرفة المدة الزمنية التي ستستمر فيها، ومعرفة ما إذا كانت ستتضمن الحرب اجتياحا بريا لقطاع غزة، ففي عام 2006 استمرت الحرب الإسرائيلية ضد حزب الله 34 يوما، قدرت حينها الخسائر الاقتصادية الإسرائيلية نحو 3.5 مليار دولار؛ نظرا لأضرار القطاع السياحي والتجاري، إضافة إلى ارتفاع نسب الهجرة والاستدعاءات العسكرية.
من جانبه أفادت وكالة بلومبرج أن هناك ثلاثة سيناريوهات إقتصادية للصراع الدائر بين غزة وإسرائيل:
1- ان ظلت الحرب محصورة بين غزة واسرائيل سترتفع أسعار النفط بحوالي 4 دولارات للبرميل.
2-اما إذا امتدت الحرب إلى البلدان المجاورة مثل لبنان وسوريا، سترتفع أسعار النفط الى 10% وقد تصل نحو 94 دولار.
3- في حالة دخول إيران الحرب فتتوقع بلومبرج أن تصل أسعار النفط إلى 150 دولارا للبرميل.
وتعتبر منطقة الشرق الأوسط مورد حيوي للطاقة وممر شحن رئيسي وأي صراع فيها سيؤدي لهزات عبر العالم، خاصة أن الاقتصاد العالمي اليوم لا يزال ضعيفا، وبالكاد بدأ أن يتعافى من تداعيات كوفيد 19، والتضخم الناتج عن الحرب الروسية الأوكرانية، واي حرب في الشرق الأوسط ستعيد الاقتصاد العالمي إلى مربع التضخم الكبير، فقد خفض صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي في العام المقبل إلى 2.9% ويتراجع إلى 0.1% عن توقعاته السابقة.
ولن تقف العواقب هنا فقط؛ بل تمتد إلى أمريكا، حيث تؤثر على نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية العام المقبل، إذ تشكل أسعار البنزين أهمية بالغة في تعزيز معنويات الناخبين